الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في لقاء نظمه حزب المسار: رؤى ومقترحات لمقاومة ظاهرة الإرهاب

نشر في  12 أوت 2014  (13:55)

عقد حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي لقاء مفتوحا بمقره الفرعي الكائن بمنطقة صلامبو بالضاحية الشمالية بالعاصمة وذلك يوم الجمعة 08 أوت، ودار موضوع اللقاء حول ظاهرة الارهاب الذي راح ضحيته ما يقارب الـ60 جنديا من قواتنا المسلحة اضافة الى عمليات الاغتيال السياسي والاعتداءات على المبدعين والفنانين. وقد تطرق الحاضرون في اللقاء الى ظاهرة الارهاب في المجمل إنطلاقا من أسبابه وتمظهراته وصولا الى سبل مجابهته.

وفي مداخلته أكدّ الأستاذ نور الدين عون على أهمية الأبعاد الفكرية والدينية والاجتماعية والتعليمية في مقاومة الإرهاب، فالاجابة العسكرية والأمنية وحدها لا تقضي عليه، وذكّر المتدخل أنّ أول الناس الذين تم استهدافهم كانوا من المجال الثقافي مشيرا الى أحداث العبدلية والاعتداءات بالعنف على المسرحيين والفنانين ببنزرت والكاف وغيرها من ولايات الجمهورية.

وقال عون إنّ الوضع الذي تعيشه تونس يتطلب موقفا سياسيا واضحا خصوصا من قبل الأحزاب التي تعمل على مشروع مناهض للارهاب، وقال "الجبهة هي التي تستطيع انقاذ البلاد من الارهاب". وإعتبر عون انّ هناك حلا عمليا لمجابهة الارهاب سياسيا يتمثل في الوحدة الوطنية التي تعطي القوة للقرار السياسي لمقاومة الارهاب وتطمئن المواطنين. واتهم عون رئيس الجمهورية المؤقت المنصف الرزوقي بأنه من أول السياسيين الذين بدأوا بخطاب الارهاب وذلك عندما نعت نساء بـ"السافرات".

ومن جهتها تطرقت الأستاذة فتحية السعيدي لأسباب نشأة الارهاب ومنها ماهو سوسيو-ثقافي كبنية التفكير المغلق الذي ينبني على رؤية ضيقة تنهل من ثقافات وحضارات أخرى تعتبر أنّ "الآخر هو الجحيم"، ويرتفع نسق الإنحدار عندما تكون هناك أرضية خصبة لتبني الأفكار المتشددة.

كما اتهمت السعيدي الأنظمة العربية بالانغلاق على نفسها وقالت إنّ الرئيس السابق بن علي أجرم في حق التعليم والثقافة حتى أصبحت الأرضية خصبة لاحتضان الارهاب.

وتطرقت السعيدي الى العامل السوسيو-نفسي وأزمة الهوية عند الناشئة مشيرة الى الفراغ العاطفي وعقلية "خالف تعرف" وغياب الانصات النفسي وأكدت أنه من الصعب اعادة الارهابيين نفسانيا الى الاعتدال. وفي السياق نفسه، قالت السعيدي إنّ مواجهة الارهاب تتطلب تفاعل كل الأطراف الناشطة في الحقل السياسي لأن الإرهاب سيكون في قلب الحملة الانتخابية معتبرة أنّ شقا في حركة النهضة يمثل الارهاب.

 وذكرت السعيدي أنّ جل الأحزاب ليست بالديمقراطية كفاية ولم تستثن حزبها من ذلك، وأكدت أن قيادة المسار وقواعده تعمل على ترسيخ مبدأ دمقرطة الحزب من الداخل أكثر فأكثر وذلك من خلال مراكمة التجارب والإتعاض من التقديرات الخاطئة.

ومن جهة اخرى، صرح العميد والنائب في المجلس التأسيسي فاضل موسى أنّ المجلس إنطلق في مناقشة مشروع قانون الارهاب قائلا إنّ مسودة هذا القانون تتضمن العديد من الثغرات والسطحيات التي من شأنها أن تعمم مفهوم الارهاب على جميع المدانين في قضايا الحق العام، كما أنّ عقوبة إعدام الارهابيين يجب أن تتم في اطار قانوني وتكون مبنية على قيم انسانية ومصادق عليها وطنيا مضيفا أنه على قانون الارهاب أن يوّفق بين حقوق الانسان والردع والصرامة.

هذا واتهم الناصر يحي بلهجة شديدة بعض الأحزاب الديمقراطية بالتورط في تغوّل الارهاب مشيرا الى دور حزب العمال والحزب الجمهوري" ووصف الحزبين بالمراهقة والأنانية السياسية. كما أشار يحي الى وجود مرتزقة يعملون لمصلحة أطراف أجنبية في نداء تونس والجبهة الشعبية مهمتهم ضرب المساعي التجميعية مذكرا أن جبهة الانقاذ هي التي كانت تدير الضغط على الاسلاميين، وتشرذمها كان خسارة فادحة للقوى الديمقراطية في تونس.

نضال الصيد